عرض المقال
ما علاقة فيلم «نوح» بثوابت الشريعة؟
2014-03-07 الجمعه
أبشروا، ها هى بداية استغلال واستخدام ما حذرنا منه أثناء كتابة الدستور من منح مؤسسة الأزهر مسئوليات مطاطة تحت لافتة الحفاظ على ثوابت الشريعة!! وها هو وكيل الأزهر يخرج علينا بتهديدات بمنع فيلم «نوح» لأنه ضد ثوابت الشريعة! ونتساءل سؤالاً بريئاً: ما علاقة فيلم «نوح» بثوابت الشريعة؟! كما تساءلنا من قبل: ما علاقة مسرحية الحسين ومسلسل الفاروق عمر ويوسف الصديق ومريم... إلخ بثوابت الشريعة؟! وماذا ستفعلون إذن فى من يناقش الطوفان من خلفية علمية وجيولوجية وعلى أرضية تاريخية ويحاول البحث والتنقيب عن مكان هذا الطوفان وزمنه؟! وإذا كنتم تفعلون هذا فى فيلم وتهددون بأنكم ستفعلون أقصى ما تستطيعون وبالطبع سيشارك السلفيون والعامة المنوَّمون ومن الممكن أن تُحرق دور سينما طبقاً لهذه التهديدات، فماذا ستفعلون إذا خرج عالم، كما يحدث فى جامعات الغرب، وحاول مناقشة تفاصيل الطوفان والاعتراض علمياً وتاريخياً؟ من المؤكد أنه سيُعدم فى ميدان عام، الفيلم أصلاً لا يعترض على التفاصيل الموجودة فى قصص الكتب المقدسة ولا ينتقدها ولا يتعرض لها بالتشريح التاريخى والعلمى، والأزهر لم يأخذ توكيلاً حصرياً بالدفاع عن النبى نوح، وكل الأنبياء، وليس «نوحاً» وحده، هم فى وجداننا وعقولنا مثلنا مثل الأزهريين ولا نريد من أحد أن يزايد علينا فى حب الأنبياء ولا الصحابة ولا آل البيت الذين من الممكن أن يذوب عشقاً فيهم رجل بسيط أمى من حى الحسين أكثر من وكيل الأزهر نفسه، أرجوكم أيها الدعاة والوعاظ فى أرجاء المحروسة أن تكفوا عن محاكم التفتيش تلك، أرجوكم كفوا عن الوصاية على عقولنا وعن تأميم وجداننا وإفزاعنا بأنكم تملكون مفاتيح الجنة وصكوك الغفران، وليعرض أى من المعترضين آية واحدة تقول إن تجسيد شخصية النبى نوح فى فيلم حرام، نتحداكم، ونحن غير ملزَمين بتفسيراتكم، ولم يقم الشعب المصرى بثورتين ولم يتحمل كل هذا العناء والضنى والعذاب ليعينكم أوصياء على عقله ووجدانه الذى علّم الدنيا وأهداها فجر الضمير قبل الأديان، شعب مصر ليس من لابسى «البامبرز» ليحتاج إليكم لتغيروا له، لسنا معوقين فكرياً ولا متخلفين عقلياً لكى نستعين بكائن من كان ليشير بهراوته للقطيع: «اتفرجوا على كذا وما تتفرجوش على كذا»، لستم أكثر من باقى المصريين إيماناً ولا تقوى ولا حباً للأنبياء والصحابة، أعلنوا اعتراضكم بهدوء ودون ضجيج، هذا من حقكم، لكن التهديد والتلويح بالدستور واستدعاء أجواء المكارثية والفاشية والقمع باسم الدين فهذا أسلوب منفر وكريه، سندخل الفيلم وسنشاهده وإذا تم منعه سنشاهده على النت وسنعرضه على المقاهى، ليس حباً فى الفيلم ولكن دفاعاً عن مبدأ الحرية التى لا تتجزأ ومنعاً لامتداد الوصاية إذا رضخنا لتلك الفاشية لنوع الملابس وطريقة الأكل ودروب السير وحدود النظر وأماكن التنزه، يريدون تحويلنا لروبوتات تتحرك بالريموت كنترول الذى يحتكرونه والموجود فى عباءاتهم وجلابيبهم، نرفض الوصاية فنحن لسنا فى حضانة تحركنا أبلة الناظرة أو فى كتاب يحفظنا سيدنا، نحن فى مجتمع وفى وطن وفى عالم حر.